جاء محمد وسها
إلى جدهما، وأخذا يسألانه عن شخصية بابا
نويل.
قال محمد:
-ليت بابا نويل
يأتي لعندنا ويعطيني الهدايا الجميلة، كما
رأيت في أفلام الكارتون.
قالت سها:
-قالت لي صديقتي
في المدرسة أن بابا نويل أعطاها لعبة جميلة
في العام الماضي، وهي تنتظر الآن هدية أخرى
في هذا العام.
نظر الجد إلى
حفيديه نظرة حب، وهزّ رأسه قائلاً:
-أتدرون يا
أحبابي ما معنى بابا نويل؟
قال الحفيدان:
-لا ندري يا جدنا
الحبيب.
أغلق الجد كتاباً
كان يقرؤه، وقال لحفيديه:
-يا أحبائي.. لو
عرفتم معنى بابا نويل لما تمنيتم هذه
الأمانيّ.
بابا نويل تعني
الإله أبونا فهذا الشيخ الكبير ذو اللباس
الأحمر واللحية البيضاء الذي يسمونه بابا
نويل هو الإله الأب الذي ولد له مولود من
مريم وهو عيسى الابن.
فيقوم الأب الإله
بتوزيع الهدايا في يوم ولادة ابنه عيسى عليه
السلام الإله الابن.
فغرت سها فاها من
هذا الكلام، وقالت:
-ما هذا الكلام يا
جدي؟! لا يصدقه عقل إنسان، الله جلّ جلاله لم
يلد ولم يولد.
قال محمد:
-يا جدي لو قلت
هذا الكلام لأخي الصغير والذي يبلغ العامين
فقط، لا يصدق هذا الكلام، بل ويستهزئ به،
فكيف بالكبار يتكلمون بهذا الكلام.
قالت سها:
-ولكن يا جدي بابا
نويل شخصية حقيقة تلبس اللباس الأحمر
الجميل، فمن هذا الشخص يا جدي إذا لم يكن
بابا نويل؟
قال الجد:
-بابا نويل شخصية
وهمية وقد صنعها الرسام الأمريكي الشهير
توماس، وكان ذلك عام 1822والتي شكلت في ذهن
الأطفال القصص الأسطورية حول هذه الشخصية،
التي تأتي علي عربة من الماس، يجرها زوج من
الخيول ذات الأجنحة، والتي تطير ببابا نويل
من مكان لآخر ليلة رأس السنة ليوزع هداياه
على الأطفال .
وصورة بابا نويل
هي صورة الرجل في الخمسين من عمره، ذو لحية
بيضاء طويلة غليظة، وأنف مدبب، وجسم متين،
ووجه أبيض محمر ..
قالت سها:
-ولكننا نراه في
التلفزيون، وصديقتي أخبرتني أن بابا نويل
جاء إليها، وقدم لها هدية حلوة.
قال الجد:
-ومع ذلك أقول لكم
أن شخصية بابا نويل شخصية وهمية.
إذ كيف يكون بابا
نويل هنا في بلدتنا، ونسمع عنه أنه جاء
لأطفال أمريكا وأوربا بنفس الوقت.
إذن كيف جاء نفس
الشخص وفي نفس الوقت وفي كل مكان؟
سكت محمد وسها،
وطأطآ رأسيهما خجلاً من هذه الأفكار
الطفولية التي تستحوذ على تفكيرهما، ثم قالا
بصوت واحد:
-لا نريد بابا
نويل.. لا نريد بابا نويل..
قال محمد:
-لا نريد من يضحك
على عقولنا، ويستخفّ بنا.. لا نريد..